احترامي سيدي...! احترامي..

من طرف الملاك الصغير الجمعة سبتمبر 19, 2008 9:51 pm

:

أجلس في السيارة .. بجانبي أختي ..
صمت مطبق

مساء مدينة روتيني ..
زحمة متوقعة عند حاجز و دوار ..

:

بين زحمة السيارات في الشارع ..

قفز فجأة شخص يركض بسرعة بين زحمة السيارات في الشارع !
و ذاك الشيء ذو الزي العسكري يركض خلفه

تفاجأنا .!

اقتربت من النافذة .. صرت ملاصقة لها ..!

:

يركضان في الشارع !

تعالت أصوات منبهات السيارات .! كأنها تقول :
ما بالك كدنا نقتلك !

:

فقفز الهارب على الرصيف ..

كأني أشعر بقدماه ..
لا تستطيع التوازن .. بين رجفة التوتر و الهلع .. و بين سرعة الركض ..!
: (

[ أفهم كيف يكون الإنسان ..خائفٌ يركض .. ]

تعثر المسكين .!

فانقض عليه ممسوخ الضمير ..

ضربه ..!

عبرتي تسبق تذكري للمشهد ..

قدمه القذرة راحت تركل الوافد المتعثر .. في خاصرته ..!

[ و الآن إن كنت رجلاً ، حاول فقط أن تفهم كلماتي]

بكل ما أوتي الشرطي من جبروت .. ركله و لكمه .. بيديه و قدميه ..

حركه برجله على جنبه الآخر .. رفع رجله بالهواء .. و بقوة أعطاه ضربة أخرى ..

و ذاك المتعثر .. يرفع يديه موازية لوجهه ..

.. و كل هذا ..

في الشارع ..

[ هل شعرت بالإهانة ؟ ]

:
:
:

على كل حال ..

إحترامي يا سيادة العسكري..
احترامي لكل قوانين هذه الدولة الطاهرة .. [ !! ]
احترامي لكم يا شعب الله المختار .. [ ..؟! ]

اعذرنا إن لوّث هذا الوافد داركم الكريمة ..

و لكن صدقني يا سيادة الشرطي ..

إنه مثلك بالضبط ..

نعم مثلك تماماً ..

و ما أنت يا سيادة الشرطي ..؟

ما تكون يا ذا البذلة الزيتية ؟

سيدي .. مع احترامي .. و تقديري .. أبدعت .. أدهشتنا في عرضك هذا ..
أثبتت بهذا التصرف الوضيع .. إنسانية مزعومة في مكانٍ ما .. [ .!! ]

اعذره يا سيادة الشرطي إن أخطأ ..
فأنت مثله .. و هو مثلك .. نعم .. هذا في حياتنا الدنيا ..
و لكن عند الله .. لا ندري من سيكون المجرم الحقير الذي سيقهر ذات يوم .!

يا سيدي الشرطي ..
ما أنت إلا واحد من هذه الأجساد .. مثله .. و مثلنا نحن .!
تذوق كل يوم لون جديداً من ألوان الحر ..
لتفرغه هذه المرة .. في وافد آسيوي ..

أخيراً ..

تقبل مني يا سيادة الشرطي ..
باقة شفقة .!
نعم اعذرني . قد تكون ذبلت ..
لكنها صدقاً تعبر عن كل ما بداخلي .... من تقدير .! .. لشخصك اللئيم .

:

قد تحملك يد الزمان إلى بلادهم .. لتكون وافداً عندهم يا سيدي ..
هل عندك علم الغيب .. يا .... سعادة الشرطي ..؟!

:

بحق .. أبكاني ..
لأني .. ذات غربة .. ذقت تلك الركلات و اللكمات و الضربات ..
لكن بأسلوب آخر .. من تلك الأساليب المتنوعة لممارسة اللا إنسانية ..

:

ماذا لو دار الزمان ..؟

[ و ماذا إن لم يدور .؟ ]

ههـ ..!

و ماذا إن قامت الساعة و حان القصاص عند مليك مقتدر ..؟

[ حينها فقط .! ، سترد له الركلات كلها ]

ستعود لك الركله ذاتها في خاصرتك و بطنك ..

يا سيادة الشرطي .!